ba7relnet2011
مرحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا بـــــــــــــــــك فى منتدانا
ba7relnet2011
مرحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا بـــــــــــــــــك فى منتدانا
ba7relnet2011
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


بحـــــــرالنت
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 اجمل قصص بريد الجمعة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
gna2011




عدد المساهمات : 2
تاريخ التسجيل : 17/03/2011

اجمل قصص بريد الجمعة Empty
مُساهمةموضوع: اجمل قصص بريد الجمعة   اجمل قصص بريد الجمعة I_icon_minitimeالجمعة مارس 25, 2011 4:10 pm

جحيم الآخرين!.
أنا سيدة شابة أبلغ من العمر 25 عاما متزوجة منذ فترة قصيرة جدا.
لن أكتب عن معاناتي وعما شھدتھ في حياتي من ظلم وقسوة ولكن
سوف أكتب عن إحساسي فقط, فمنذ 5 سنوات توفيت والدتي يرحمھا
الله ويدخلھا جناتھ جزاء لھا عما عانتھ منھ من آلام كانت مريضة
لمدة 3 سنوات مرضا شديدا.
ومنذ ذلك الوقت وأنا أعيش وحيدة بالرغم من عدد أخوتي الكثيرين
سواء من أمي أو زوجة أبي.
لقد مات بداخلي الاحساس بالحب من كثرة ما رأيت من قسوة وظلم
من الجميع سواء من أھلي أو زوجي أو أصدقائي إذ لم أشعر يوما
بحب أحد لي برغم أنني أحب الناس جميعا وبرغم طيبة قلبي.
ومشكلتي ھي معاناتي مع نفسي وإحساسي دائما بأنني ليست لي قيمة
في ھذه الدنيا فزوجي يكبرني ب 25 عاما وقد تزوجتھ بسبب ظروفي
القاسية مع زوجة أبي ورأيت فيھ الطيبة وحاولت أن أعيش معھ وأن
أجد لديھ الحنان والحب الذي فقدتھ منذ سنوات, لكني للأسف الشديد لم
أجد ھذا عنده ووجدتھ يفتقد الحب للآخرين وشكاكا ويخاف علي المال
أكثر من خوفھ علي نفسھ فبدأت حالتي النفسية تزداد سوءا يوما بعد
يوم حتي أنني لا أستطيع النوم من كثرة تفكيري, وبسبب آخر ھو
أنني صماء فقد فقدت سمعي منذ سنوات قليلة بسبب نزيف في الإذن
واستغلت زوجة أبي وزوجي ھذه النقطة فيتكلمان عني ويشكيان مني
وأنا معھما ولأنني صماء لا أفھم كلامھم جيدا لكن عندي ذكاء أحمد
الله عليھ اذ بدونھ ما استطعت أن أكمل حياتي حتي الآن. وأنا أفھم
حركة الشفاه جيدا وأعرف ما يقولون وعندما أعرف ما يقولان أبكي
لأنھما لا يستطيعان مواجھتي بھذا الكلام وحين أسألھما عما فھمتھ
ينكران وأبكي بكاء شديدا وأفقد الثقة بمن حولي لأنھم جميعا يتكلمون
بحرية لانني لا أسمع كلامھم.
لقد فكرت في الانتحار والخلاص من حياتي كلھا وھذه الفكرة
تطاردني كل يوم وكل حين حتي في نومي ولا أستطيع النوم منذ
سنوات وأصبح تفكيري مشتتا لا أثق في أحد مھما كان قريبا مني.
وقد طلبت من زوجي أن أذھب الي طبيب نفسي لكنھ يرفض ھذا
بسبب المال وأنا في حيرة من أمري وأفكر في الطلاق منھ لأنني لم
أعد أستطيع تحملھ ولن أقول إنھ يضربني أو يشتمني ولكنھ يحاول
إبعادي عن الناس ويرفض أن يحضر أحدا عندي ولا يوافق علي أن
يخرج معي في أي مناسبة حتي أقاربي ممنوعون أن يحضروا أحد
عندي وإخوتي وأبي فقط ھم المسموح لھم بذلك لأنھم من محافظة
أخري.
لقد تزوجت لكي أشعر بالحب وأعيش حياة مستقرة لكن للأسف لم أجد
ھذا فھل أنا مظلومة أم ظالمة؟
* ولكاتبة ھذه الرسالة أقول:
إحساسك بأن زوجك وزوجة أبيك يتحدثان عنك في حضورك بما
يسوؤك احساس مؤلم ومرير بالفعل لكنھ يمكن أن يكون في نفس
الوقت مضللا ولا سند لھ من الواقع.. فحركات الشفاه يمكن أن تضللك
وتعطيك انطباعا خاطئا عما يتحدثان بھ وما داعا ينكران ھذا الاتھام
فليس ھناك من حيلة سوي الاكتفاء بھذه الافكار والاعتماد عليھ..
والبينة علي من ادعي.. واليمين علي من أنكر, كما تقول القاعدة
الشرعية المعروفة, وتكفي مراجعتك لھما فيما يقولان عنك, لكي
يتحرزا في الحديث أمامك.. ولك أن تطمئني الي أنھما لن يغامرا
بالحديث عنك في حضورك بما لا تحبين خوفا من أن تشي حركات
الشفاه, بما يقولان, وإن كان الافضل دائما ھو أن تثقي في نفسك
وتتخلصي من ھواجسك تجاه الآخرين لانھ ليس ھناك ما يدعوك لأن
تتصوري أنك دائما محور أحاديثھم, أو أنھم يقولون عنك مالا ترضين
عنھ. كما أنھ لا يھم كثيرا أن يكون ھناك من يتحدث عنا ببعض ما لا
يرضينا.. مادمنا نشعر بأنھ ليس لدينا ما نتخفي بھ عن الآخرين.. او
مالا نستطيع الدفاع عنھ ونلتزم بالحق والعدل.. ولا نؤذي أحدا ولا
نبادر أحدا بالإساءة, ومھما فعلنا فلسوف يظل ھناك دائما من يذكرنا
بخير ومن يذكرنا بغيره.. والمھم دائما ھو أن تكون الاكثرية ممن
يحسنون بنا الظن وليس العكس وھذا ھو حال البشر في كل العصور
والأزمنة فحتي الانبياء لم يسلموا من أذي البعض وتعريضھم, بل إنھ
قد جاء في الأثر أن نبي الله إدريس عليھ السلام قد دعا ربھ أن يسلم
من السنة الناس فأجابھ ربھ: ھذا شيء لم أضمنھ لذاتي.
ولقد رويت لك ذلك لأخفف عنك انشغالك بھواجسك التي تفسد عليك
سلامك وتؤرق نومك مع الفارق الكبير, لأنھ ليس لدي الآخرين ما
يدعوھم للانشغال الشديد بأمرك علي ھذا النحو.. وإنما ھي غالبا
ھواجس الشك في الغير لعدم قدرتك علي سماع أحاديثھم.. فھوني
علي نفسك يا سيدتي وثقي من حب الآخرين لك وبادريھم أنت بالحب
والصفاء تجاھھم لتحصلي منھ علي العطاء المماثل وأقنعي زوجك
بحاجتك إلي بعض المطمئنات النفسية التي قد يصفھا الطبيب النفسي
لك, وإن زيارة واحدة لھ لن تكلفھ من أمره رھقا وإلا ففيم كان اذن
التغاضي عن فارق السن الكبير والزواج ممن يكبرك ب 25 سنة؟
الخطة القاسية
أرجو أن تھتم برسالتي وترد عليھا في أسرع وقت لأنھ قد يتوقف
عليھا مصيري, فأنا فتاة في الرابعة والعشرين من عمري, نشأت في
أسرة متوسطة, وكان أبي حنونا معي في حين كانت أمي في غاية
الشدة والقسوة علي, ثم رحل أبي عن الحياة وأنا بالمرحلة الجامعية..
وشعرت بالحزن الشديد عليھ, وافتقدت عطفھ علي.. وأنھيت دراستي
وتقدم لخطبتي أكثر من شاب ملائم, لكني لم أشعر بالارتياح تجاه
أحدھم.. وتمسكت بالرفض إلي أن أجد من يخفق قلبي لھ, وذات يوم
ذھبت إلي محل صغير للسوبر ماركت في مدينتنا لأشتري شيئا فلفت
الشاب الذي يديره انتباھي.. ووقفت خافقة القلب أمامھ, وأنھيت
معاملتي معھ وانصرفت, فما أن غادرت المحل حتي وجدتني أتلفت
خلفي لأراه, فإذا بھ يثبت نظره علي ويبتسم.
ورجعت بعد يومين إلي نفس المحل.. ووجدتھ يرحب بي بحرارة
كأنما كان ينتظرني, ولم يستغرق وقتا طويلا في التردد, فلقد طلب
مقابلتي يوم عطلتھ الأسبوعية والتقيت بھ وعرفت أنھ يحمل شھادة
متوسطة.. ويدير ھذا المحل نيابة عن صاحبھ الموظف بإحدي الدول
العربية بمرتب معقول ونسبة صغيرة من المبيعات, وتكررت
لقاءاتنا.. وشعرت بالحب الذي لم أشعر بھ من قبل طوال حياتي..
وبدأنا نفكر في الارتباط,فطلبت منھ أن يتقدم لطلب يدي, لكنھ تخوف
من الإقدام علي ھذه الخطوة خوفا من أن يرفضھ أخوتي لفارق
المستوي الاجتماعي وفارق التعليم بيننا.. كما أنھ لايملك القدرة علي
توفير مسكن خاص لنا.. وإذا تزوجنا فسوف نقيم في بيت عائلتھ وھو
شقة متھالكة في حي شعبي.. واتفقنا علي أن ننتظر حتي يستطيع
توفير مقدم شقة صغيرة في طرف المدينة, لكن اخوتي عرفوا
بعلاقتي بھذا الشاب وواجھوني بھا, وأنكرت بشدة, ففرضوا علي
رقابة شديدة, واتصلوا بھذا الشاب وطلبوا منھ الابتعاد عني وإلا
تعرض للأذي, وضيقوا علي وعليھ الخناق ومنعوني من مغادرة
البيت إلا في صحبة والدتي أو أحد أخوتي.
وفي غمرة ضيقي بھذه القيود فكرت في حل يخفف عني وعنھ ھذه
القيود الثقيلة, وأبلغت فتاي بھ عن طريق صديقة لي.. وبعد أيام فوجئ
أخوتي بقبولي لخطبة شاب من أقاربي كان قد تقدم لي قبل شھور
ورفضتھ بإصرار.. وسعدوا بذلك كثيرا وسألوني عما غير رأيي فيھ
فأجبتھم بأنني قد أعدت التفكير في أمري ووجدت قريبي ھذا ھو
الأفضل لي عائليا واجتماعيا ومن كل الوجوه, وطلبت منھم رفع
القيود عني لأنني قد صرفت النظر نھائيا عن التفكير في الشاب
الآخر.. وتشككوا في البداية في صدق كلامي, لكنھم اطمأنوا إلي,
حين أجروا تحرياتھم وعلموا أن ھذا الشاب أيضا قد خطب فتاة من
أقاربھ تعمل ممرضة بأحد المستشفيات, وأرسل إليھ اخوتي صديقا لھم
يستطلع أحوالھ.. فعلم منھ أنھ قد أحب ھذه الفتاة وصرف النظر عن
التفكير في نھائيا, لأنني من مستوي عائلي أعلي من مستواه.. وھكذا
استراح أخوتي ورفعوا عني كل القيود.. فاستعدت حرية الحركة من
جديد والتقيت بفتاي القديم.. واتفقنا علي أن يحتفظ كل منا بخطبتھ لمدة
عامين علي الأقل وأن يطيلھا بقدر الإمكان إلي أن يتمكن من توفير
الشقة, فيقوم كل منا بالتخلص من خطبتھ ويتقدم لطلب يدي رسميا..
وأصر علي الزواج منھ ولو تطلب الأمر أن نعقد قراننا في قسم
الشرطة!
ورجعنا إلي الالتقاء بانتظام من جديد.. وتواصلت الاتصالات
التليفونية بيننا كل مساء.. وأخوتي مطمئنون إلي أنني أتحدث مع
خطيبي الرسمي! والعجيب ھو أن خطيبي راح يزداد ارتباطا بي يوما
بعد يوم.. ويبثني حبھ وھيامھ.. ويتعجل الزواج مني وأنا أراوغ
وأتعلل بشتي العلل حتي لقد اضطررت إلي الالتحاق بالدراسات العليا
بكليتي لأبرر لھ رغبتي في تأجيل الزواج لما بعد حصولي علي ھذه
الدراسات, وعلي الناحية الأخري فقد تعلقت أيضا خطيبة فتاي بھ
وراحت تطارده في كل مكان وتبثھ حبھا وغرامھا.. حتي بدأت أشعر
بالغيرة منھا وأتشاجر معھ بسببھا, وفي كل مرة يحدث فيھا ذلك
يذكرني بأنني صاحبة الفكرة, ويعلن لي استعداده فيعلن فسخ خطبتھ
لھا علي الفور إلا أنني أطلب منھ الانتظار حتي لا يحرك شكوك
أخوتي.
والآن فلقد مضي علي خطبتي عام ونصف العام وخطيبي يلح علي
في عقد القران واخوتي يؤيدونھ وأنا مازلت متمسكة بفتاي وأرغب
في الزواج منھ بالرغم من ظروفھ, لكني أشعر بالحرج تجاه خطيبي
ولا أجد سببا واحدا أتعلل بھ لفسخ الخطبة فھو مھذب وحنون وكريم
وكل اخوتي يحبونھ.. فماذا أفعل؟!
ولكاتبة ھذه الرسالة أقول:
ليس بمثل ھذه الرعونة يتعامل الؤنسان مع حياتھ ومع حياة الآخرين
الذين لم يجرموا في حقھ حين سعوا للارتباط بھ بالطريق المشروع,
فلقد تفتق ذھنك لكي تتخلصي من قيود اخوتك وتستعيدي حرية
الاتصال بفتاك عن حيلة جھنمية لاتصدر إلا عن تفكير سيكوباتي
منحرف يعلي الرغبات الشخصية وحدھا فوق كل الاعتبارات
الأخلاقية والدينية, فأشرت عليھ بأن يخطب فتاة غيرك ورحبت أنت
بخطبة شاب غيره.. ولم تتوقفي لحظة واحدة أمام مصير ضحايا ھذه
الخطة الشائنة حين تكتمل فصولھا, ولا ما سوف يتعرضون لھ من
خديعة وعبث بمشاعرھم وكراماتھم وھم خطيبك الشاب وتلك الفتاة
التي خطبھا فتاك, ناھيك عن الأخوة والأھل الذين اطمأنوا إليك بعد
تشككھم فيك, فأي عقلية إجرامية ھذه يا آنسة؟
وكيف يحق لك أن تستبيحي مشاعر الآخرين وكرامتھم علي ھذا
النحو ودون أي إحساس بالاثم أوالذنب تجاھھم؟
وماذا جني قريبك الشاب المھذب الرقيق لكي تعبثي بھ وبكرامتھ
وتتخذي منھ رغما عنھ ستارا لعلاقتك الآثمة بفتاك.
وماذا جنت خطيبة فتاك لكي يجعل منھا ھي الأخري غطاء كاذبا
لعلاقتھ بك؟
ولماذا وأنت من تملكين كل ھذه الجرأة النفسية علي الفعل والتدبير, لم
تستمسكي بفتاك في العلن وتقنعي اخوتك برغبتك فيھ.. وتصمدي
لضغوطھم عليك بشرف وشجاعة إلي أن يسلموا لك بحقك في
الارتباط بھ, ويعينوك علي أمرك معھ, وماكانوا ليفعلوا غير ذلك في
النھاية إن لم يجدوا وسيلة أخري لإثنائك عن الارتباط بھ؟
إن كارثة أمثالك من المندفعين وراء أھوائھم ھي أنھم لايتوقفون وھم
يطلبون ما يتصورون فيھ سعادتھم أمام حقوق من سوف يضارون
بمثل ھذه السعادة المحرمة, ولا أمام الحوائل الأخلاقية والدينية
والاجتماعية التي تحول بينھم وبينھا.. وإنما يمضون إلي أھدافھم
لايرون سواھا ولو تناثرت جثث الضحايا علي جانبي الطريق, وھذا
ما سوف يكون عليھ الحال حين تنبذان أنت وفتاك في الوقت المناسب
خطيبك وخطيبتھ وتزيحانھما عن الطريق إلي سعادتكما الموھومة بلا
رحمة؟
فھل ھذا من الأمانة الخلقية في شيء؟!
وكيف يطمئن كل منكما إلي صاحبھ في المستقبل وھو قادرعلي كل
ھذا القدر من الخداع والتظاھر بغير حقيقتھ والتدبير والتخطيط؟
الحق ھو أن كلا منكما جدير بصاحبھ.. ولسوف يكون عقابھ في الدنيا
عما جنت يداه علي الآخرين من ضحاياه, فكفي عن ھذه المسرحية
العبثية الآن علي الفور.. واعتذري لخطيبك عن عدم إتمام مشروع
الارتباط بھ بأي عذر لا يجرح كرامتھ ولا مشاعره.. وليفعل شريكك
نفس الشيء مع خطيبتھ, ثم واجھي بعد ذلك أخوتك بما تريدين بلا
زيف ولا خداع..
ولا تتعللي بخوفك منھم.. فلقد أثبت بالدليل القاطع أنك لا ترھبين أحدا
ولا تترددين أمام ما يحقق لك أھدافك!
الشموس الصغيرة
أنا سيدة أعمل موظفة مند ثلاثين عاما, خطبت لشاب كان جارا لنا
وسيرتھ حسنة ومعروف لدي الجميع بأخلاقھ الكريمة وأدبھ, وكان
وقتھا مجندا علي خط النار, وقد علمني كيف أحبھ وكانت اجازتھ تأتي
كل 35 يوما ولمدة خمسة أيام فكنت أقضيھا معھ في سعادة لا توصف
وعندما عبرت قواتنا القناة كان ھو بين أول دفعة عبرت القناة, وحين
حوصر مع الجيش الثالث في الضفة الشرقية عشت أياما قاسية
مرضت خلالھا, وساءت حالتي وبكيت ليلا ونھارا إلي أن رأيتھ
أمامي بسلامة الله بطلا من الأبطال ففخرت بھ وكانت سعادتي بعودتھ
لا تدانيھا سعادة وبعد خروجھ من الجيش تزوجنا وكان يوم زفافي
أسعد أيام حياتي لأني سأتزوج من أحببتھ وأحبني وعشت معھ أجمل
أيام عمري وبعد الزواج تعمق حبنا وازداد قوة, ورزقنا الله بستة أبناء
وعشنا أسرة سعيدة متعاونة يدا واحدة نحب بعضھا بعضا خاصة أن
رب الأسرة إنسان عظيم يشغل مركزا مرموقا في التربية والتعليم
وإنسان مثقف ثقافة عالية دينيا وسياسيا وفي كل المجالات, وكنت أنا
وأبناؤه فخورين بھ كأب عظيم وزوج عظيم يحب كل أفراد أسرتھ
ويحنو عليھم ويسھر الليالي يذاكر لھم ويجھز لھم الطعام والمشروبات
وحكيم في تصرفاتھ ولھ شخصية تؤثر في كل من حولھا من احترام
وحب, وقد حفظ القرآن وحفظھ لنا وأوصل ابناءه إلي كليات القمة.
كان حبيبي أقصد زوجي يخاف علي كما يقولون من النسمة
العابرة وإذا تأخرت في عملي يتصل ليسأل عني زملائي وحين
مرضت بالقلب تعاون معي في كثير من الأعباء التي كنت أقوم بھا
وحين اتعرض لأزمة قلبية يطلب لي الطبيبة وينزل ليحضر العلاج
ويعد لي كوب اللبن الدافيء ويأتي لي بالطعام في سريري, ويظل
بجواري طوال الليل يضع يده علي قلبي ليطمئن علي.
عشت معھ أسعد أيام عمري وكأني في الجنة, وكنت أجد فيھ الأخ
الذي حرمت منھ وحنان الأم التي حرمت منھا أيضا والصديق الوفي
والرفيق الحنون وشريك الحياة المخلص, كان إنسانا خيرا مع جيرانھ
وأصدقائھ وأھلھ وبوالدتھ لدرجة أن أول مبلغ جمعھ في حياتھ أصر
علي أن تؤدي بھ والدتھ فريضة الحج.
ثم وأنا في قمة سعادتي رحل عني زوجي اثر حادث أليم, وأصيب
ابني الذي لم يبلغ من العمر 11 عاما في نفس الحادث إصابة خطيرة
ونجا من الموت بأعجوبة ومازال يعالج من أثر الحادث.. فأحسست
أن الدنيا قد أظلمت حولي وأن زلزالا ھز أرضي وفقدت الزوج والأخ
والحبيب واليد الحانية والكلمة الطيبة والقلب العظيم. والآن أعيش
إنسانة محطمة أسمع ھسيس أنفاسھ إلي جواري ودعواتھ لي تتردد في
أنحاء الشقة وھي التي كنت أسمعھا وھو يصلي الفجر أشعر بيده
الحانية تربت علي لتشعرني بالحنان. لقد ضاع عمري مع ضياع
زوجي. ضاعت السعادة التي عشتھا معھ 31 عاما لم تفتر أبدا, بل ظل
حبنا قويا كما بدأ لم تؤثر فيھ طول المدة ولا مشاكل الحياة.
فكيف أعيش اللآن بعد ھذا الحب العظيم, وقد حرمت من أجمل مافي
الحياة؟!
:ولكاتبة ھذه الرسالة أقول
تعيشين بدفء ھذه الذكريات الجميلة.. وبحرارة شموسك الست التي
خلفھا وراءه ھذا الزوج الحبيب, فلقد ترك لك مجموعة شمسية
صغيرة وبديعة تضيء قلب الزوجة المكلوم, وتدفع عنھ ظلمات
الحزن بإذن الله.
فالأبناء ھم أقوي دوافع الرغبة في الحياة والاستمساك بھا وأنت لديك
باقة طيبة منھم, فليحفظھم الله لك وعليك ويحفظك لھم ويعينك علي
أمرك معھم إن شاء الله.
الفكرة الخيالية
بعد حياة حافلة بالكفاح الذي كان يشكل لي سعادة بالغة أحمد الله علي
ما حققتھ فيھا من نجاح. غير أن ما يؤرقني ھو أن لدي ابنا قد بلغ
الرابعة والعشرين من عمره لم أستطع حتي الآن أن أجد لھ عملا
مناسبا علما بأنھ حاصل علي مؤھل متوسط ويجيد استخدام الكمبيوتر.
وقد فكرت أن أساعده في القيام بمشروع تجاري غير أن انعدام
خبرتي في ھذا المجال جعلني أخشي الفشل وضياع المبلغ الذي
سأنفقھ في ھذا السبيل. وقد أبلغت أحد أصدقائي بھذا الھاجس
فنصحني بأن أحاول أن أخطب لھ فتاة يكون لدي والدھا مشروع
تجاري قائم بالفعل, يقبل في ذات الوقت مشاركتھ في المشروع بالمبلغ
الذي خصصتھ لھ.
وأنا أراھا فكرة خيالية بعيدة عن الواقع. لكني أردت الاسترشاد برأيك
وأن أعرف ھل من الممكن أن يوجد بين قرائك من يراھا غير ذلك؟
ولكاتب ھذه الرسالة اقول:
لا أعرف ياسيدي إذا كانت ھناك من يتوافر فيھا ھذا الشرط أم لا..
لكني أنشر رسالتك وأنتظر
النظرة الشاملة!
وجدت نفسي خاليا لبعض الوقت خلال رحلتي القصيرة إلي إحدي
الدول, ففكرت في أن أكتب لك ھذه الرسالة.. وھي رابع أو خامس
مرة أھم فيھا بالكتابة إليك وتشغلني الشواغل فأعدل عن التنفيذ..
وحين يختلي الإنسان بنفسھ بعيدا عن وطنھ وأھلھ قد يجد الوقت
للتفكير في حياتھ.. لقد قال الله سبحانھ وتعالي في كتابھ الحكيم وما
خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون وأنا أعبد الله واجتھد في طاعتھ
والالتزام بأوامره ونواھيھ, وأنتم أيھا الأدباء والكتاب تقولون لنا إن
غاية الحياة المثلي بعد عبادة الله سبحانھ وتعالي ھي السعادة, أي أن
يسعد الإنسان نفسھ وأعزاءه ومن ھم حولھ ويحيا حياة فاضلة..
وأريدك أن تشاركني التفكير في حياتي.. والحكم عليھا.. فأنا رجل في
السابعة والأربعين من العمر, بدأت حياتي العملية منذ 26 عاما حين
تخرجت في كليتي.. وسعي أبي لتعييني في نفس الھيئة الحكومية التي
يعمل بھا.. فبدأت بوظيفة مؤقتة بعقد, وسعدت بأول مرتب تسلمتھ في
حياتي.. واشتريت منھ لأبي وأمي وأخي الأوسط وأختي الصغري..
ھدايا صغيرة سعدوا بھا كثيرا وسعدت بسعادتھم أكثر, وبعد عام من
عملي بھذه الھيئة عينت بھا رسميا وزاد مرتبي عشرة جنيھات ثملت
من النشوة والفرح بھا, وقررت أن تكون ھذه الزيادة ھي ھديتي
لأختي وأخي فقسمتھا بينھما, وأصبح كل منھما يتقاضي مني ستة
جنيھات أول الشھر كمصروف لھ بجانب مصروفھ من والدنا وھو
عشرة جنيھات, كما خصصت لأمي من مرتبي عشرة جنيھات بالرغم
من اعتراضھا الشديد ومطالبتھا لي بادخار كل ما أستطيع ادخاره من
مرتبي لكي أبني حياتي.. واستطيع الزواج بعد سنوات.. وشعرت
بنفسي وبدوري في حياة أسرتي وأنا أفعل ذلك.. وبعد أسابيع قليلة من
تحملي لھذه المساھمة الشھرية اتيحت لي فرصة عمل إضافي في أحد
المكاتب المھنية لأربعة أيام في الاسبوع فتحمست لھا وعملت فيھ
بإخلاص وجاء أول الشھر وترقبت المكافأة التي سيعطيھا لي صاحب
المكتب, فإذا بھ يعطيني ثلاثين جنيھا كاملة عوضت كل ما أعطيھ
لأسرتي وزادت عنھ بعشرة جنيھات وواصلت العمل في وظيفتي
الحكومية وعملي الاضافي وخلال ثلاثة أعوام كنت قد ادخرت من
مرتبي ومكافآت عملي الاضافي بضع مئات من الجنيھات.. وأصبح
صاحب المكتب الذي اعتبره أستاذي يعتمد علي اعتمادا كليا في ادارة
أعمالھ.. وازدادت خبرتي المھنية وبدأت أفكر في تجربة حظي في
عمل خاصبي.. ففوجئت بأستاذي يعرض علي أن أشاركھ بنسبة
الثلث في إحدي العمليات الصغيرة علي
أن أتحمل مسئوليتھا الكاملة وحدي! وكأنما قد قرأ أفكاري فتحمست
للفكرة, وحصلت علي اجازة بدون مرتب لمدة 6 أشھر وتفرغت لھذه
العملية تماما وأقمت في خيمة بموقعھا البعيد, لا وسائل فيھا للراحة..
وسلمتھا في الموعد المحدد, ووجدت بين يدي بضعة آلاف من
الجنيھات..
وكنت قد تجاوزت الخامسة والعشرين.. ولم أعرف فتاة من قبل ولم
ارتبط بأية علاقة عاطفية سوي بالنظرات وتبادل التحيات مع الفتاة
الصغيرة الطيبة التي تزور أختي من حين لآخر وتبدي اھتمامھا بي..
فوجدت نفسي أفكر فيھا لأول مرة.. وسألت أختي عنھا.. فشجعتني
علي الارتباط بھا وأثنت علي أخلاقياتھا كثيرا, وقالت لي أكثر من
ذلك إنھا مھتمة بي منذ فترة طويلة, وتحبني في صمت! وطربت لذلك
واستشرت أمي فرحبت بالفتاة واشادت بخلقھا ونشأتھا المتدينة وأبويھا
الطيبين اللذين يعملان بالتعليم.. وخلال شھور كنت قد استطعت
الحصول علي شقة من غرفتين وصالة في نفس الحي, وتزوجنا,
واستقرت حياتي من الناحية العاطفية.. ولاحظت بسعادة فرحة
زوجتي الشابة بي.. وبالرفاھية النسبية التي وجدتھا في الحياة معي
بالمقارنة بحياتھا البسيطة في أسرتھا, وكنت أبتھج كثيرا بفرحتھا حين
أدعوھا للعشاء في فندق كبير وألاحظ بسرور خفي ارتباكھا
واحساسھا بالفخر لوجودھا في مكان من ھذا النوع.. واطرب لشكرھا
لي علي ھذا العز كما كانت تقول وكلما لمست ابتھاجھا بمثل ذلك
تماديت في إسعادھا.. وادخال السرور إلي قلبھا.. وشكرت ربي علي
توفيقي في عملي وفي حياتي الخاصة, وحين أنجبنا مولودنا الأول
اكتملت سعادتنا.. ولم تخف زوجتي فخرھا أمام عائلتھا برعايتي لھا
وإصراري علي أن تلد في مستشفي استثماري كبير.. وكانت الفرحة
تملأ وجھھا وھي تنتقدني علي إسرافي والمبلغ الكبير الذي حصل
عليھ المستشفي.. وتتباھي بالشكوي من ذلك لأبيھا وأمھا.. واطرد
نجاحي في عملي واستقلت من الھيئة الحكومية لاتفرغ لھ, وأصبحت
شريكا بالنصف في المكتب المھني وتحملت معظم العمل فيھ وتنقلت
بين المواقع المختلفة في الشمال والجنوب والشرق والغرب..
وتحسنت أحوالي المادية كثيرا.. فانتقلت من شقتي الصغيرة في الحي
الذي نشأت فيھ إلي شقة 250 مترافي مدينة نصر.. وأنجبت بعد
مولودي الأول بنتين.. وأحيل أبي إلي المعاش فألحقتھ بالعمل معي في
حسابات المكتب, وتزوجت اختي الصغري وتكفلت بكل نفقات
زواجھا وتزوج شقيقي الأوسط بمساعدتي كذلك وسافر إلي إحدي
الدول العربية.. وضاق مسكن أبي وأمي بالأبناء وزوجاتھم والأحفاد
حين يجتمعون فيھ.. فنقلتھما إلي شقة جميلة وواسعة في نفس الشارع
الذي أقيم فيھ وأصبحنا نجتمع فيھا يوم الجمعة كل اسبوع حين أكون
في القاھرة. وتواصل نجاحي واتساع أعمالي عاما بعد عام.. ورحل
أستاذي عن الحياة يرحمھ الله
وطلبت مني أرملتھ أن أشتري نصيبھ في المكتب لعدم وجود من يحل
% محلھ فيھ من أبنائھ فاشتريتھ بزيادة عن أعلي عرضتلقتھ ھي 20
اعترافا بفضل الرجل علي ومساعدتھ لي في بداية حياتي.. واتسع
مجال العمل أمامي بلا حدود, فبدلت مسكني للمرة الثالثة.. وانتقلت
إلي شقة مساحتھا 400 متر في أرقي الأحياء, وبدلت لزوجتي سيارتھا
بأحدث الموديلات.. ونقلت أبنائي إلي أحسن المدارس وأغلاھا
واشتريت شقة في الساحل الشمالي.. وأخري في الغردقة.. ورضيت
عن نفسي وعن نجاحي وكل شيء فيما عدا شيئا واحدا فقط ھو حياتي
الخاصة!
فمنذ أن استقللت بالعمل في المكتب قبل سبع سنوات وازداد حجم
عملي.. وعرفت حياتي العائلية الثراء والوفرة بدأ الفتور يتسرب إلي
نفس زوجتي.. وبدأ الجفاء والصمت والتحفظ يسود علاقتھا بي كما
بدأت ألحظ عليھا بعدھا النفسي عني وفتور حماسھا لكل الأشياء,
وعدم رضاھا الدائم مھما قدمت لھا ومھما فعلت, وعدم تقديرھا لأي
عطاء أقدمھ لھا أو للأبناء أو البيت.. وانتقاصھا المستمر لكل عطاء..
وخيبة أملھا المستمرة لأن كل ما أفعلھ يجيء أقل مما كانت تتوقعھ..
أو مما استطيع أن افعلھ.. وبعد أن كانت تفرح بأبسط الأشياء
وتشكرني بحرارة عليھا.. أصبحت إذا قدمت لھا مثلا في عيد ميلادھا
حلية ماسية ببضعة آلاف لا تجود علي إلا بكلمة شكر مقتضبة.. وقد
تخونھا حتي الابتسامة المتكلفة في ھذه المناسبة, فتظل علي تجھمھا
وفتورھا.. وكأن ما فعلت كان واجبا علي ولا شكر علي واجب!, وإذا
دعوتھا للسفر مع الأبناء في اجازة استجابت بغير حماس وكأنھا
تتفضل علي بقبول الدعوة! وإذا اشتريت لھا خلال سفري للخارج
حقيبة كاملة من الملابس والمشتريات.. استثارت اھتمامھا بعض
الوقت ثم رجعت إلي جمودھا من جديد وليس بعيدا أن تلومني بعد
قليل علي نسيان شيء كانت قد طلبتھ أو كانت تتوقعھ مني ولم
أحضره! فھناك دائما شيء ناقص في كل ما أفعلھ أو أقدمھ لھا أو
لأسرتي وأبنائي.. وھناك دائما من يفعل أكثر مما أفعل, ويقدم لزوجتھ
وأبنائھ أكثر مما أقدم, ومن يحسن معاملة الزوجة أحسن مما أفعل!
وعلي دائما أن أشقي وأكد.. وأجتھد لكي اتطلع إلي بلوغ ھذا المثل
الأعلي للزوج الذي لا أبلغھ أبدا! فإذا سألتني وھل بلغت ھي في
المقابل المثل الأعلي للزوجة؟ لقلت لك إنھا كانت كذلك خلال حياتھا
البسيطة السابقة, فھي طيبة ومتدينة وحريصة علي علاقاتي العائلية
وخاصة مع أمي بعد رحيل أبي يرحمھ الله وأختي وھي مازالت
صديقتھا الوحيدة حتي الآن وأخي, أما الآن فلم أعد أجد منھا سوي
محافظتھا علي علاقتھا الطيبة بأھلي.. وفروضھا الدينية.. والفتور
العام تجاه كل ما يتعلق بي.. والاستعداد الدائم للومي وانتقاصي
واتھامي بإساءة معاملتھا وإشعاري المستمر بالتقصير في حقھا وحق
الأبناء وحق الجميع بلا استثناء.. فإذا كانت تأخذ علي انھماكي في
العمل.. فإن ھذا الانھماك نفسھ ھو الذي صنع لھا ھذه الحياة المرفھة
التي تعيشھا الآن.. ومھما بلغت من انشغالي بالعمل, فإني أرجع إلي
زوجتي وأبنائي في نھاية اليوم وأھتم بأمرھم
وأتابع شئونھم.. وأقضي كل العطلات معھم.. واصطحبھم للسفر من
حين لآخر في اجازة قصيرة إلي الشواطيء والمشاتي.. وأتصل بھم
بالتليفون عدة مرات كل يوم من أي مكان.. كما أنني فوق كل ذلك
رجل ملتزم من الناحية الاخلاقية, وكم صمدت من قبل ومازلت أمام
الإغراءات النسائية والمغريات.. ولست كغيري ممن يقبلون بالعبث
أو يبحثون عن المغامرة.. أو يغريھم تحسن احوالھم المادية بممارسة
لعبة الزواج والطلاق أكثر من مرة كما يفعل آخرون.. فماذا أستطيع
أن أفعل لكي أنال رضا زوجتي السامي عني؟ وأعيش حياة خالية من
الكدر والمنغصات؟ إنھا ليست بلھاء وتعرف جيدا انني قد أكون ھدفا
سھلا لغيرھا من النساء وأن إمكاناتي تسمح لي بالتجربة وتحمل
النتائج.. لكن ھذا ليس طريقي في الحياة, وقد وعيت جيدا درس العبث
ومغامرات الزواج والطلاق التي تورط فيھا بعض الناجحين من قبل
فجرتھم للھلاك والفشل, كما أنني مشغول عن البحث عن مغامرة
عاطفية بما ھو أھم منھ من مشاكل الحياة فكيف بالله عليك لا تعينني
زوجتي علي الاكتفاء بھا؟ علما بأنھا ستنھار انھيارا تاما إذا طلقتھا أو
إذا تزوجت عليھا؟ وستعود إلي حياتھا البسيطة السابقة.. ومھما كنت
كريما معھا بعد الانفصال فلن تجد ما تجده معي الآن من رفاھية..
وحياة سھلة فلماذا تدفعني دفعا إلي الانفصال عنھا بعد أن شارف
الأبناء سن الشباب؟ إنني أستطيع أن أطلقھا بسھولة وأتحمل كل
الالتزامات المادية, وأستطيع أن أجد من ترحب بي وتعتبرني ھذا
المثل الأعلي للزوج الذي تشعرني زوجتي ببعدي عنھ بعد السماء عن
الأرض, لكني لن أفعل ذلك إلا إذا فقدت كل أمل في الإصلاح لاني
أفضل الحياة العائلية الھادئة وأكره أن يعرف عني الطلاق والزواج
أكثر من مرة وزوجتي لا تقدر لي حتي ھذا التمسك بھا بالرغم مما
أشعر بھ من تعاسة شديدة معھا طوال السنوات الأخيرة, حيث كثرت
خلالھا مصادماتنا الصامتة.. أو الصارخة وخصامنا.. وتكبرھا علي
الاعتذار عن الخطأ أو الاعتراف بھ.. وإني لأتساءل متعجبا في كثير
من الأحيان: أين ذھبت الفتاة الطيبة التي أحببتھا من أعماق قلبي
سنوات طويلة بعد الزواج وكانت تسعد بأبسط الأشياء وتفرح بھا..
وتحمد الله كل لحظة علي ارتباطھا بي.. وما معني النجاح والثراء إذا
شعر الإنسان بالتعاسة والوحدة النفسية والعاطفية علي الدوام في
حياتھ الخاصة؟ وھل لديك حل.. أو تفسير؟
ولكاتب ھذه الرسالة أقول:
قد يكون لدي تفسير أو ما يشبھ التفسير لبعض ما تشكو منھ. ذلك أن
قليلين من البشر ھم الذين لا يغفلون عن شكر ربھم علي نعمھ الجليلة
عليھم.. ويستكثرونھا علي أنفسھم فيدفعھم ذلك إلي استعظامھا..
وتقديرھا حق قدرھا والامتنان لخالقھم عليھا. وھؤلاء يجدون دائما أنھ
من كمال الشكر لله عنھا أن يشكروا من أجري نعمتھ ھذه علي أيديھم
ويؤمنون بما جاء بھ مضمون الحديث الشريف الذي يقول من لم
يشكر الناس لم يشكر الله.
فإن لم يتسلح المرء بھذا الاستعداد النفسي لشكر خالقھ كل يوم وكل
لحظة, علي نعمھ الجليلة أيا كان نصيبھ منھا فقد حماسھ للأشياء..
وصغر في عينيھ ما يبدو للآخرين عظيما, وتطلع إلي المزيد بدلا من
استكثار الموجود.. واتھم الحياة بالتقصير في حقھ بدلا من الاعتراف
لھا بالسخاء عليھ..
ولست أستطيع أن أحكم علي الأسباب الحقيقية لفتور روح زوجتك
وفقدھا حماسھا القديم للأشياء إلا في إطار بعضالقواسم المشتركة
بين البشر.. ومنھا أن يتعامل بعض شركاء الحياة مع الطرف الآخر
بمنطق معلم المدرسة الذي يتوقع من تلميذه دائما نتيجة أفضل مما
حققھ مھما اجتھد التلميذ أو تفاني في الكد والاجتھاد.. وبدلا من تھنئتھ
بما يعتبره ھو اجتھادا يتطلع إلي تقديره والثناء عليھ, يفاجأ بمن
يشعره بخيبة أملھ فيھ, وتوقعھ لما ھو أفضل مما فعل.. ولقد يضن
عليھ بكلمة التشجيع والثناء اعتقادا منھ أن في الابتھاج بما حقق قد
يضعف ھمتھ, ويقعده عن مواصلة الاجتھاد.. وھو اعتقاد خاطيء
بكل تأكيد, لأن بخس الناس أقدارھم خاصة من جانب شركاء الحياة
لبعضھم البعض, لا يدفعھم للاجتھاد للوصول إلي الغايات القصوي
للأشياء أو لبلوغ المثل الأعلي المزعوم للشريك وإنما يحبطھم ويملأ
نفوسھم بالمرارة. ويقبض أيديھم عن مواصلة العطاء.. ويذكرھم
بمعان كريھة كالجحود والنكران والميل الدائم لانتقاص أقدار الآخرين
والاستھانة بعطائھم.. والضن عليھم بما يستحقون من تقدير وتكريم.
وليس من المنتظر أن تظل زوجتك بعد اعتيادھا الحياة الناعمة علي
نفس انبھارھا القديم بالأشياء عند ممارستھا لھا للمرة الأولي في
حياتھا, ذلك أن آفة كل شيء ھي اعتياده واعتباره بعد حين من
مألوف الحياة, لكن ذلك لا يحجب عن أعين أصحاب النفوس الشاكرة
حقائق النعم التي يرفلون فيھا.. ولا يمنعھم من تقديرھا حق قدرھا..
وشكر خالقھم عليھا وأحلھا بكل تأكيد بالنسبة لزوجتك الآن نعمة
الأبناء وسلامتھم ونجابتھم والحياة العائلية المستقرة, والصحة والزوج
المخلص لزوجتھ برغم المغريات والتمسك بھا بالرغم من شكواه
والحياة الكريمة والإمكانات السخية.. ولابد لھا أن تعرف أن فشل
الروح من أخطر ما يھدد سعادة الإنسان, وھو الحال التي يفقد فيھا
الانسان قدرتھ علي الاستمتاع بالقدر المتاح لھ من السعادة والأشياء
الجليلة والجميلة المحيطة بھ..
لأنھ كما يقول الشاعر العربي:
من يك ذا فم مريض
يجد مرا بھ الماء الزلالا
ولھذا فإن واجبھا تجاه نفسھا قبل أن يكون تجاه زوجھا وأبنائھا أن
تتوقف لكي تعيد النظر إلي حياتھا وتسعد بھا وترضي عنھا وتستعين
علي ذلك باسترجاع علامات الطريق الذي قطعتھ مع زوجھا منذ
البداية لكي تحسن تقدير الانجاز الذي حققتھ معك وترضي عنھ ولا
تغفل عن شكر خالقھا عليھ.. وتبذل كل الجھد لبعث الحرارة في نفسھا
وبالتالي في علاقتھا بزوجھا.. وتعديل سلوكھا معھ.. واستعادة
حماسھا للأشياء والحرص علي شريك الحياة.. والتجاوب العاطفي
معھ.. وحمايتھ من الإغراءات المحيطة.. وتحصينھ ضدھا.. والتفكر
في الأخطار المتوقعة إذا ظلت سادرة في فتورھا وتحفظھا وجمودھا
وتكبرھا غير المبرر وفي تعاملھا مع زوجھا وكأنھ واقع غير قابل
للتحول أو الانصراف عنھا إذا تملكھ اليأس منھا, لأن كل شيء قابل
للتغير إلا قانون التغير كما قال الفيلسوف الإغريقي في الزمن القديم..
ومن حسن الفطن ألا يتمادي المرء في الاعتماد علي الثقة العمياء في
عدم قدرة الآخرين علي التخلص منھ إذا ھو تمادي في الضغط
عليھم.. والإساءة إلي مشاعرھم.. وإحباطھم إذ لا ينفع الندم بعد وقوع
الكوارث ولا تجدي محاولات الإصلاح بعد فوات الأوان.
أما أنت فإني أحيي فيك استقامتك الخلقية ونأيك عن العبث
والمغامرات وصمودك في وجھ الإغراءات, والتزامك الديني
وتفضيلك للحياة العائلية المستقرة بعيدا عن تجارب الزواج والطلاق
المتكررة.. وأطالبك ببذل الجھد للإصلاح حرصا علي سعادة الأبناء
وتحقيقا لأھدافك في الحياة العائلية الفاضلة, وبتخصيص الوقت الكافي
لزوجتك وأبنائك وحياتك الأسرية, لأن النجاح العملي في الحياة بغير
السعادة الشخصية والعائلية يفقد الكثير والكثير من جدواه وقيمتھ,
واطالبك كذلك بأن تنظر الي حياتك وما حققتھ فيھا نظرة شاملة,
لترضي عن كفاحك وبرك بوالديك واخوتك, وتوفيقك في الحياة
العملية.. وسعادتك بأبنائك.. وخلو حياتك من المآسي الإنسانية
والمرضية والاختبارات المؤلمة.. والحمد لله.. بل وأيضا إلي اعترافك
لزوجتك بفضائلھا الأخري كتدينھا وحرصھا علي أبنائھا وواجباتھا
تجاه أسرتك.. وحبذا لو استعنت بشقيقتك, وھي صديقتھا القديمة
علي حثھا علي تفادي أسباب الشكوي والكدر حياتك معھا, فتكشف لك
النظرة الشاملة عن كثير مما ترضي عنھ وينبغي لك شكر خالقك
عليھ.. وتتجاوز عن بعض النواقص التي لا تخلو منھا حياة, لأن لكل
إنسان من حياتھ ما يرضيھ ويسعده وما يشقيھ ويشكو منھ في كل
الأزمان, ولا تكتمل اللوحة أبدا لأحد من بني البشر من كل الجوانب
والتفاصيل الصغيرة.. وإنما لابد دائما من بعض النواقصفارض عن
توفيقك في الحياة العملية, واجتھد من جانبك في محاولة تجنب أسباب
الخلاف معھا, وتفادي استثارة حساسياتھا القديمة بعدم التركيز في
حديث معھا علي الجانب المادي من الحياة أو عن عطاياك لھا لكيلا
تسيء ھي فھم ذلك وتعتبره منا عليھا.. وقد لا يكون القصد من حديثك
سوي تذكيرھا بما أنعم الله عليكما بھ لكيلا تغفل عنھ واقناعھا
باعتزازك بھا وليس المن عليھا.. وھي علي اية حال تعتبر نفسھا
شريكا مؤسسا لك فيما حققت من نجاح.. لكنھا ربما لعارضنفسي أو
بيولوجي عابر يتعلق بأزمة منتصف العمر لدي المرأة تغفل فقط عن
بعض مالا ينبغي لامرأة ذات فطنة أن تغفل عنھ في مثل ظروفھا..
وظروفك.
الأصابع الصغيرة
اسمح لي بأن أكتب إليك من الغربة وأدعوك بأخي لأنني قد تذكرتك
في محنتي, وشعرت بأنك قريب مني بالرغم من أنني لا أعرفك ولم
ألتق بك.. فأنا إنسان واريت اليوم الثري ابني البالغ من العمر أربع
سنوات ونصف السنة, وذلك بعد رحلة مريرة من العلاج, وجراحات
المخ لدي كبار الاطباء في مصر.. رحلة كنت أدخر فيھا كل مرتبي
بالغربة وأوجھھ لعلاج ھذا الطفل, واستعذب فيھا العذاب الذي ألقاه
في سبيل ذلك وأشفق علي ابني الصغير من الألم, لكن إرادة الله
شاءت أن تنتھي الرحلة المريرة برحيلھ مخلفا وراءه فراغا سحيقا في
نفسي.. لقد مضي شھر رمضان وأسرتي مشتتة.. وأنا وحيد في البلد
العربي الذي أعمل بھ وزوجتي وطفلي في مصر للعلاج والجراحة,
ثم جاء عيد الفطر ورجعت أسرتي.. وسعدت بھا ثم ماتت الفرحة
حين اكتشفنا انسداد الصمام الذي يصرف سوائل المخ, فكنت أري
فرحة العيد في عيون الآخرين.. وأري نظرة الانكسار في عيني
وعين زوجتي, وأشعر بالحسرة علي الطفل الذي يتعذب أمامي ولا
أستطيع أن أعمل لھ لھ شيئا.. وحين ساءت حالتھ حملتھ وھو بين
الحياة والموت وأدخلتھ المستشفي لاجراء جراحة رابعة في المخ..
وأجريت لھ ولم يفق منھا وتوقف القلب الصغير عن العمل ثلاث
مرات خلال الجراحة ثم صعدت روحھ الطاھرة الي بارئھا..
آه ما أصعب أن يموت الابن أمام أنظار أبيھ يا أخي.
فلقد عرفت ذلك اليوم فقط ما ھو الموت.. فلأن يواري الإنسان أباه
الثري أو أمھ.. أو أن يحملھ أبناؤه إلي مستقره الأخير كل ذلك من
سنة الحياة.. أما أن يحمل ھو ابنھ بيديھ ليواريھ الثري فإنھ أمر مؤلم
مؤلم مؤلم الي أقصي حد.
كما أن موت الغربة قاس إلي أبعد درجة حين تحمل ابنك وأنت لا
تقوي علي الوقوف فلا يتقدم أحد لحملھ عنك, وحين يكون أداء
الواجب ثقيلا أو حين تطلب من البعض أن يظلوا إلي جوارك وكل
منھم مشغول بحياتھ وھمومھ, ولا عجب في ذلك لأنك أنت صاحب
المصاب وصاحب الواجب ولا عزاء للغرباء.
اليوم دفنت ثمرة فؤادي وفلذة كبدي واحتسبتھ عند ربھ, وأرجو أن
يغفر الله لي إن كنت قد قصرت في واجبي تجاھھ.. وإني لأطمع أن
ألحق بھ فلقد كان بالرغم من إعاقتھ نعم الصاحب لي, وكانت عيناه
تنطقان بما لا يستطيع أن ينطق بھ لسانھ وكنت أربت علي كتفيھ
وظھره اذا اشتد بھ المغص فيربت ھو بأصابعھ الصغيرة علي كتفي..
تعلق قلبھ بي وتعلق قلبي بھ.
إن زوجتي منھارة وابنتي البالغة من العمر عشر سنوات تعاني مرارة
الفراق, وفي أذني يرن دائما صوت الشاعر الذي قالھ ذات يوم: إياك
أن تعيش يوما بعد ولدك!
فقل لي ولكل أب وأم وطفلة يمزق الحزن قلوبھم ما ھو العزاء.. حيث
لا عزاء في الغربة وھل أعود لمصر مكتفيا منھا بھذا القدر؟
ولكاتب ھذه الرسالة أقول:
عزاؤك انك لم تقصر في بذل كل ما تملك من جھد ومال وطاقة
لعلاج ابنك.. ولم تدع سبيلا لانقاذ حياتھ وتخفيف آلامھ دون أن
تتخذه. وإنك قد قلت لھ بالفعل والقول ما قالھ ابن الرومي في رثاء
ابنھ:
أقرة عيني لو فدي الحي ميتا ... فديتك بالحوباء أول من يفدي
فكنت لھ بذلك نعم الأب كما كان لك بالرغم من اعاقتھ نعم الصاحب
وأحببتھ بجماع قلبك ونعمت بصحبتھ القصيرة وملأت عينيك من
وجھھ الجميل سنين عددا.. واحتفظت لھ في قلبك وفي صدرك بأجمل
الأحاسيس, ونعم ھو بعطفك عليك ورفقك بھ وعطائك العاطفي
والأبوي الغامر لھ حتي رحل عن الحياة مرتويا بھذا الحب العظيم,
ولسوف ينعم عند ربھ بنعيم الولدان المخلدين في الدار الباقية, فإذا
كان قد غاب عنك بجسمھ الصغير فإنھ مازال يملأ روحك وقلبك
بالحب وعطر الذكري, ومن كان لك في الدنيا سرورا قد أصبح لك
في الآخرة أجرا, كما قال أحد الأعراب معزيا خامس الخلفاء
الراشدين في دينھ عبد الملك.. وھو أجر لو تعلمون عظيم إذ يتشارك
فيھ المبتلون بفقد الولد مع سيد المرسلين صلوات الله وسلامھ عليھ
الذي قد ثكل كل بنيھ ما عدا فاطمة خلال حياتھ, كما أنھ يصدق عليھم
أعانھم الله جميعا علي أقدارھم الوعد الحق ببيت الحمد الذي تبنيھ
الملائكة في دار النعيم لمن لا يخرجھ الحزن منھم عن جادة الصبر
والايمان.
إن أحزان الحياة كثيرة.. وكلھا تحتاج لان يستعين عليھا المرء
بالايمان بربھ والتسليم بقضائھ وقدره والأمل الدائم في رحمتھ,
والشجاعة الضرورية لاحتمالھا ومواصلة الرسالة.
وفي موقف مماثل قال الشاعر العربي أبو العتاھية:
أقول لريب الدھر إن ذھبت يد ..... فقد بقيت والحمد لله لي يد
فتذكر دائما ھذا المعني وأنت تكابد أحزانك وآلامك, لأن ھناك يدا
باقية تحتاج إليك لاستكمال رسالتك معھا ھي طفلتك.. وھي أيضا
زوجتك التي تحتاج إليك لتشد أزرھا في ھذه المحنة القاسية, وتدفع
عنھا غائلتھا, كما أنك تحتاج أنت نفسك إلي التعزي عن آلامك,
بالاھتمام بأمرك وعملك وأسرتك وحياتك, أما العودة من الغربة.. فلا
مبرر لھا في الوقت الحالي لأنك تحتاج الآن الي تعويض بعض ما
استنزفھ العلاج والجراحات العديدة من مدخراتك.., وحين تستطيع
فاصبر يا صديقي واحتسب.. وترقب جوائز السماء للصابرين
وجرحي الحياة والسلام.
القطرة الزائدة!
أنا سيدة في الأربعين من العمر نشأت في أسرة مكونة من أب وأم
وسبعة من الأبناء, وقد رحلت أمي عن الحياة وأنا في طفولتي, فلم
يصبر والدي علي وحدتھ طويلا وسارع بالزواج من أخري, وانفرد
معھا بإحدي غرفتي الشقة الصغيرة التي نقيم فيھا وتكدسنا نحن الأبناء
السبعة في الغرفة الثانية, ولم تلبث الحياة أن كشرت لنا عن أنيابھا
وبدأ الصراع بيننا وبين زوجة الأب ووالدنا الذي انصرف عنا وعن
كل شئ إلي زوجتھ, مما أدي إلي فشل معظم اخوتي في الدراسة, أما
أنا فلقد استمت في الاستمساك بفرصتي في التعليم ودبرت أمري
بحيث أواصل الدراسة مھما تكن الظروف قاسية حتي التحقت بكلية
التجارة, وبدأت أري زميلاتي يرتدين أحدث الملابس.. وأدخل بيوتھن
فأري التليفزيون الملون والمياه الساخنة وأشكالا جديدة للحياة لا
أعرفھا, وتوثقت العلاقة بيني وبين زميلة لي يعمل والدھا بأحد
البنوك, فكنت أتردد عليھا كثيرا وأقضي معھا معظم اليوم ولا أذھب
إلي البيت إلا في المساء لكي أنام, وتخرجت في الكلية فألحت علي
صديقتي ھذه أن ترجو والدھا في أن يتيح لي فرصة التدريب في
البنك معھا.. وتم ذلك بالفعل وتدربت بالبنك خلال عام الخدمة العامة
وانتظرت أول الشھر بفارغ الصبر
لكي أقبض أول مكافأة أكسبھا في حياتي وكانت خمسين جنيھا, وبعد
عامين عينت في نفس البنك بمساعدة والدة صديقتي وتم توزيعي علي
أحد الأقسام فوجدت رئيسھ شابا يكبرني بنحو عشر سنوات ووسيما
وأنيقا وخدوما ويحسن معاملة الآخرين... ووجدت معظم فتيات القسم
معجبات بھ ويتمنينھ لأنفسھن, فأدركت أنھ حلم صعب المنال بالنسبة
لي, لكني لم أتوقف عن الأمل فيھ إلي أن جاء يوم سمعتھ فيھ يتحدث
إلي صديق لھ في التليفون ويضرب لھ موعدا للقاء في الثالثة من بعد
ظھر اليوم التالي, أمام البوابة الرئيسية لمعرض القاھرة الدولي,
وعلي الفور حزمت أمري وقررت أن أذھب للمعرضفي نفس ھذا
الموعد وألتقي بھ, كما لو كان لقاء بالمصادفة.. وذھبت إلي ھناك
بالفعل ورأيتھ وعبرت الطريق أمامھ كأنني لا أراه وناداني محييا
فاصطنعت الدھشة لھذه المصادفة السعيدة وقلت لھ إنني كنت علي
موعد مع صديقة لزيارة المعرض لكنھا لم تحضر, فتعجب للمصادفة
لأنھ كذلك كان علي موعد مع صديق لنفس الغرض وتخلف أيضا عن
الحضور, وسألني عما إذا كنت أحب مشاھدة المعرض معھ فرحبت
بذلك, ودخلنا معا وأمضينا عدة ساعات معا, وتواعدنا علي اللقاء في
الموعد نفسھ غدا لاستكمال الفرجة. وقام بتوصيلي إلي مسكني
بسيارتھ.. وفي اليوم التالي أمضيت معھ يوما سعيدا آخر ووجدتھ
انسانا كريما وودودا, وفي نھاية اليوم سألني وھو يوصلني إلي منزلي
عما إذا كنت أقبل بھ زوجا لي.. فغلبتني دموعي وراح ھو يحنو
علي.. ويخفف عني. وفاتحت أبي برغبة رئيسي في التقدم إلي فرحب
بذلك لكي يخلو لھ المسكن مع زوجتھ, وجاء رئيسي مع أختھ وأخيھ
والتقوا بوالدي, وصارحھ أبي بأننا لانملك شيئا وأنھ إذا أراد أن
يتزوجني فعليھ أن يتكفل بكل شيء دون أي مساعدة منھ, وقبل ذلك,
ولم تمض أسابيع حتي كان قد عقد القران, وبعد شھور قليلة تم
الزواج وانتقلت إلي شقة زوجي الجميلة المؤثثة بكل الكماليات..
وأجھزة التكييف والأجھزة الكھربائية الحديثة, وتحقق الحلم الجميل
الذي لم أتصور إمكان تحقيقھ, وأصبحنا نذھب إلي العمل ونرجع منھ
معا.. وافتتحت لنفسي بعد الزواج دفتر توفير في البنك أصبحت أضع
فيھ مرتبي أو معظمھ كل شھر لأن زوجي الكريم أبي علي أن أنفق
منھ شيئا علي حياتنا, وحملت وأنجبت طفلة جميلة وبعد انتھاء إجازة
الوضع وجدت أنني أحتاج للتفرغ لبيتي وأسرتي فحصلت علي أجازة
بدون مرتب وحملت مرة أخري ثم ثالثة وأصبح لدينا ولدان وبنت,
ومضت الأيام جميلة وبھيجة, فحتي الخلافات البسيطة التي تحدث بين
الزوجين كانت سرعان ما تزول, وتقدم زوجي في عملھ واطرد
نجاحھ وازداد دخلھ.. ووجدت أنني لن أستطيع العودة للعمل فتقدمت
باستقالتي إلي البنك لكي أتفرغ لأسرتي, وحصلت علي مبلغ لا بأس
بھ كمكافأة أودعتھ دفتر التوفير بناءعلي نصيحة زوجي, وواصلت
الحياة طريقھا وزوجي يضعنا في بؤرة اھتمامھ.. ولا يعكر علينا
صفو الحياة شئ سوي أنني قد أصبحت مع الأيام وأعباء الأبناء
والبيت عصبية مع زوجي لأقصي الحدود, وأثور عليھ لأتفھ الأسباب,
وھو يھدئ روعي ويستحلفني ألا تحدث أية مشادة بيننا أمام الأبناء
لكيلا تتأثر نفسياتھم, وفي ھذه الفترة كان زوجي قد دخل في بعض
المشروعات التجارية مع بعض أصدقائھ وبدأت مشروعاتھ في النمو,
وأصبحت تدر علينا دخلا كبيرا.. وحاول زوجي أن يحصل علي
إجازة بدون مرتب لكي يخصص وقتا أكبر لأعمالھ التجارية فلم يوفق
في ذلك, ولم يجد مفرا من الاستقالة من البنك والتفرغ لأعمالھ
الخاصة.
ثم اضطربت فجأة حياة زوجي العملية حين استولي أحد شركائھ علي
قيمة أحد الشيكات وفر بھا. فتأثرت الأعمال التجارية.. واضطربت
الأحوال ووصل الأمر إلي ساحة القضاء, لكن زوجي لم ييأس
والتحق بالعمل بأكثر من شركة تجارية, فلم يكن العمل يطول في كل
منھا أكثر من 5 أو 7 أشھر, ثم يعود إلي البيت..
وفي ھذه الأثناء زادت عصبيتي معھ بشكل رھيب.. وأصبحت أشتبك
معھ في مناقشات عنيفة تستغرق الليل بأكملھ وتستمر حتي الصباح,
وھو يرجوني أن أخفضصوتي لكيلا يسمع الأبناء بلا طائل, وحتي
أنھ كان في بعض الليالي يترك البيت ويركب سيارتھ ويظل يطوف
بھا في الشوارع حتي يطلع النھار ويذھب الأولاد للمدرسة فيرجع
مھدودا لينام, وما أن أشعر بوجوده حتي أنھض من نومي لأستأنف
معھ النقاش! وغضبت من زوجي وھجرتھ إلي بيت أبي وشكوت إليھ
حالي فقال لي إنھ لادخل لھ بحياة زوجي ومن حقھ أن يدبر أموره
كيف يشاء مادام لايقصر في شيء مع أبنائھ, ورحل أبي فجأة عن
الحياة وأنا مقيمة لديھ, وبعد وفاتھ أبلغتنا زوجتھ أنھ قد كتب لھا الشقة
منذ ثلاث سنوات, وحضرت إلينا في نفس اليوم سيدة أخري معھا
طفل قالت لنا إنھا ھي الأخري زوجتھ وھذا الطفل ابنھ!
وھكذا وجدت الدنيا تنھار من حولي ولم يعد لي مكان في بيت الأسرة
فرجعت إلي منزلي ومعي الأبناء وانقطعت صلتي بالمكان الذي نشأت
فيھ, وبعد وفاة أبي بدأ أخي الأكبر الذي لم يكن يزورني كثيرا من قبل
في زيارتي والاھتمام بأمري, خاصة أنھ كان قد استقرت حياتھ وافتتح
لنفسھ مشروعا صناعيا بإحدي المدن الجديدة.. وبدأت أنا أعتمد عليھ
كأخ أكبر وأحكي لھ كل كبيرة وصغيرة في حياتي.. وأصبحت
أستجيب لكل ما ينصحني بھ حتي أنني ھجرت غرفة نومي وأصبحت
أنام في حجرة الأبناء بناء علي نصيحتھ, لكي أستحث زوجي علي أن
يجد حلا لمشكلاتھ.
وذات مساء جاءني زوجي بعد نوم الأبناء.. وقال لي إن معھ شيكا
يستحق الصرف بعد 20 يوما, وطلب مني أن أعطيھ أي مبلغ لكي
ينفق منھ علي البيت إلي أن يحل موعد الشيك فيعيده إلي, فنھرتھ
وانطلقت أجرحھ بشكل غير طبيعي وھو صامت لاينطق حتي استيقظ
الأبناء من نومھم علي صوتي واندفعوا يبكون فأدخلتھم حجرتھم..
وأنا أشعر بسعادة شديدة لأن الأبناء قد ت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اجمل قصص بريد الجمعة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ba7relnet2011 :: قسم الصور-
انتقل الى: